سورة سبأ - تفسير تفسير الماوردي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (سبأ)


        


قوله عز وجل: {وَلاَ تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ} حكى الفراء فيه وجهين:
أحدهما: حتى يؤذن له في الشفاعة.
الثاني: حتى يؤذن له فيمن يشفع له، ووجدت الأول قول الكلبي والثاني قول مقاتل.

{حَتَّى إذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ} فيه ستة تأويلات:
أحدها: معناه خلي عن قلوبهم الفزع، قاله ابن عباس، وقال قطرب: أخرج ما فيها من الخوف.
الثاني: كشف عن قلوبهم الغطاء يوم القيامة، قاله مجاهد.
الثالث: أنهم الشياطين فزع عن قلوبهم ففارقوا ما كانوا عليه من إضلال أوليائهم، قاله ابن زيد.
الرابع: أنهم دعوا فاستجابوا من قبورهم مأخوذ من الفزع الذي هو الدعاء والاستصراخ فسمي الداعي فزعاً والمجيب فزعاً، قال زهير:
إذا فزعوا طاروا إلى مستغيثهم *** طوال الرماح لا قصار ولا عُزْلُ
الخامس: أنهم الملائكة فزعوا عند سماع الوحي من الله تعالى لانقطاعه ما بين عيسى ومحمد عليهما السلام، وكان لصوته صلصلة كوقع الحديد على الصفا، فخرُّوا عنده سجوداً مخافة القيامة فسألوا فقالوا: ماذا قال ربكم؟ قالوا: الحق أي الوحي، وهذا معنى قول كعب.
السادس: وهو تأويل قراءة الحسن: حتى فرغ عن قلوبهم بالغين معجمة يعني فرغ ما فيها من الشك والشرك.
{قَالُواْ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ} أي قال لهم الملائكة: ماذا قال ربكم في الدنيا

{قَالُواْ الْحَقَّ} يحتمل وجهين:
أحدهما: أن يجدوا ما وصفوه عن الله تعالى حقاً.
الثاني: أن يصدقوا بما قاله الله تعالى أنه حق.
{وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ}.


قوله عز وجل: {قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمواتِ وَالأَرْضِ} فيه وجهان
أحدهما: أن رزق السموات المطر ورزق الأرض النبات، قاله الكلبي.
الثاني: أن رزق السموات ما قضاه من أرزاق عباده، ورزق الأرض ما مكنهم فيه من مباح. {قُلِ اللَّهُ} وهذا جواب قل من يزرقكم من السموات والأرض، ويحتمل وجهين:
أحدهما: أن يكون للمشركين حين سئلوا عن ذلك لأنهم لا يجحدون أن الله رازقهم.
الثاني: أن يكون أمراً في أمر الله أي يجابوا به لأنهم لا يجحدونه لتقوم به الحجة عليهم.

{وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ} فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: معناه: إننا نحن لعلى هدى وإنكم أنتم لفي ضلال مبين، قاله عكرمة وأبو عبيدة وزياد بن أبي مريم. قال الفراء: أو بمعنى الواو.
الثاني: أن أحدنا لعلى هدى والآخر لفي ضلال مبين، دفعاً لأنقصهما، ومنعاً من أرذلهما كقول القائل: إن أحدنا لكاذب، دفعا للكذب عن نفسه وإِضافته إلى صاحبه وإن أحدنا لصادق، إضافة للصدق إلى نفسه ودفعاً عن صاحبه، قاله مجاهد.
الثالث: معناه: الله رزقنا وإياكم لعلى هدى كنا أو في ضلال مبين حكاه النقاش.
قوله عز وجل: {قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا} يعني يوم القيامة.
{ثُمُّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ} أي يقضي بيننا لأنه بالقضاء يفتح وجه الحكم، وقال السدي هي لغة يمانية.
قوله: {بِالْحَقِّ} قال مجاهد: بالعدل.

{وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَليمُ} أي القاضي العليم وفيه ثلاثة أوجه:
أحدها: العليم بما يخفون، قاله محمد بن إسحاق.
الثاني: العليم بالحكم، قاله ابن زياد.
الثالث: العليم بخلقه، قاله مقاتل.


قوله عز وجل: {وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إلاَّ كَآفَّةً لِّلنَّاسِ} فيه ثلاثة أوجه
أحدها: يعني أنه رسول إلى كافة الناس أي إلى جميعهم، قال ابن عباس.
الثاني: معناه أنك رسول الله إلى جميع الناس وتضمهم، ومنه كف الثوب لأنه ضم طرفيه.
الثالث: معناه إنا أرسلناك كافاً للناس أي مانعاً لهم من الشرك وأدخلت الهاء للمبالغة، قاله ابن بحر.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7